التوكل على النفس والاستعانة بالآخرين :
ما هي العلاقة بين الاتكالية والفشل؟
ما هي العلاقة بين التوكل على النفس والاستعانة بالآخرين؟
يسرنا ويسعدنا في موقع الأثير " Ulatheer " الثقافي المتنوع، وبكل ود وسرور أعزائي الزوار أن نسعى دائما نحو ارضائكم، والتي نشاركم بالتيسير عليكم في البحث، ونقدم لكم كل ما هو مفيد من متطلبات قرائتكم الشيقة والجميلة، و سنورد لكم الآن مقالة صغيرة وهادفه، والتي تتحدث وتدور حول :
التوكل على النفس والاستعانة بالآخرين :
يقول ستيفن كوفي " الاعتماد على الآخرين ضعف والاعتماد على النفس قوة والاعتماد المتبادل هو قمة القوة " .
يُروى أن شركة أخبرت موظفيها أن هناك موظفًا توفاه الله، وكان هذا الموظف يحول بينهم وبين تقدّمهم، لقد كان العقبة أمام رقيّهم، فلابدّ من أداء التعزية له بعد أن توفي، وهو في غرفة من غرف الشركة موضوع في نعش، لذا على كلّ موظّف أن يلقي عليه النظرة الأخيرة .... وتولّى فريقُ إدخال الموظفين واحدًا واحدًا وضعَ نعش وفي أسفله مرآة، فكلّما تقدّم الموظف ليرى من هذا المتوفى الذي حال بينه وبين تقدمه، ينظر فيرى نفسه، فيفهم الرسالة الموجهة بأنه هو وحده القادر على الانتصار على مكامن ضعفه ونقاط عجزه والتقدم دون اتكالية أو تردد.
فالعلاقة بين الاتكالية والفشل هي ( علاقة السبب بالنتيجة) ، فأنت ترى الراسبين بالتقاعس والكسل وعدم الثقة بالنفس يندفعون نحو الجنوح إلى الدعة وإهمال واجباتهم وجعل الآخرين يقومون بها بدلًا عنهم، لأنهم يرون أنفسهم غير قادرين على القيام بها، أو أن قدراتهم أدنى مما تتطلبه الوظيفة، وهذا يعمّق شعورهم بالنقص ويزيد انغماسهم في مطَبّات الاتكالية.
لذا علينا أن ننتبه إلى أنه إذا كان الغرض من الاستعانة بالآخرين هو الاستفادة والتعلم ثم التطبيق فهذا جيد، أما إذا كان الاتكال بسبب التكاسل عن أداء المهام فهذا يؤدي للفشل سريعًا. *الاتكالي لن يفعل شيئًا ولن ينجز شيئًا إذا وجد نفسه وحيدًا.
وإليكم قصة الشرنقة التي تُبيّن أن عليك أن تتكل على نفسك لأن تدخُّل الآخرين أحيانًا قد يفسد الأمور ولا يصلحها.
في يوم من الأيام جلس رجل حكيم في حديقة مليئة بالزهور والفراشات الملونة الجميلة، وفجأة وجد فراشة تقبع في شرنقتها، ظل يراقب هذة الفراشة الصغيرة وهي تجاهد لتدفع بجسدها الضعيف من خلال ثقب صغير داخل الشرنقة لتتحرر منها، استمرت مراقبته لعدة ساعات والفراشة تجاهد وتحاول، وبدا من الخارج أنها عاجزة ويائسة تماماً من إحراز أي تقدم للخروج من الشرنقة، فهي لم تعد قادرة على التحرك والمحاربة أكثر ... حينها قرر الرجل أن يساعد الفراشة فقام بإخراج مقص صغير من جيبه وشق به جزءًا من الشرنقة لتخرج الفراشة الصغيرة منها بسهولة وتنطلق بحريّة، ولكن حينها لاحظ الرجل أن الفراشة لاتزال ذابلة وصغيرة وجناحيها غير قادرين على حملها، استمر الرجل في مراقبة الفراشة وظن أن جسدها سوف يكتمل وتصبح أقوى بمرور الوقت، ولكن هذا لم يحدث، بل قضت الفراشة المسكينة باقي عمرها تزحف بجناحيها الصغيرين غير قادرة على الطيران.
ما لم يدركه الرجل أنه عندما تسرّع في مساعدة الفراشة، قام بأذيتها دون أن يقصد ذلك، لأنه جعلها تخرج ضعيفة غير قادرة على مواجهة صعوبات الحياة وتحدّياتها، وكذلك نحن، لا بد أن نعاني ونتعب للوصول إلى أهدافنا، وإن احتجنا مساعدة فلا بأس، شرط أن لا نتكل عليها وإلا لم تحقق التجارب هدفها في إنضاجنا.
عليك أن تدرك أن كلّ تجربة تمرّ بها تُعلّمك، تُنضِج فكرك، تبني خبرة لديك، تُبصّرك بجوانب كانت تخفى عنك، وتختصر عليك مسافات عديدة، لذا كُن شاكِرًا للتجارب التي مررت بها حتى لو كانت سيئة، أو ثقيلة، أو مؤلمة، إن هذا النوع من التجارب تحديدًا يصقلك ويُغيّر فيك الكثير.